princess youri •.°.•ஐ•||[ مديرة المنتدى ]||•ஐ.•.°.•
عدد المساهمات : 1127 المساهمات : 8893 تاريخ الميلاد : 10/06/1996 تاريخ التسجيل : 07/09/2011 العمر : 28 المزاج : i`m so happy الاسم الحقيقي : ناني بطاقة الشخصية 1: 10 2: 10
| موضوع: لـــغـــز الـــمــوتــ ..} الخميس يوليو 26, 2012 5:04 pm | |
| لـــغـــز الـــمــوتــ ..}
ليس هناك اغرب من الموت ..
إنه حادث غريب .
أن يصبح الشيئ .. لا شيئ
ثياب الحداد .. والسرداق .. والكفن .. والمباخر .. والفراشون بملابسهم المسرحية
ونحن وكأننا
نتفرج على رواية ولا نصدق ولا أحد يبدو عليه أنه يصدق
حتى المشيعين الذين يسيرون خلف الميت لا يفكرون الا في المشوار
اولاد الميت لا يفكرون الا في الميراث
المغسلون لا يفكرون الا في حسابهم
المقرئون لا يفكرون الا في اجورهم
كل واحد يبدو أنه قلق على وقته او صحته او ماله ..
كل واحد يتعجل شيئا يخشى أن يفوته .. شيئا ليس الموت أبداً .
إن عملية القلق على الموت بالرغم من كل هذا المسرح التأثيري هي مجرد قلق على الحياة
لا احد يبدو أنه يصدق او يعبأ بالموت .. حتى الذي يحمل النعش على اكتافه
الخشبة تغوص في لحم اكتاافه وعقله سارح في اللحظة المقبلة وكيف يعيشها
الموت لا يعني احداً وإنما الحياة هي تعني كل شيئ
نكتة ..!
من الذي يموت إذاً
الميت ؟
وحتى هذا لا يدري مصيره
إن الجنازة لا تساوي الا مقدار الدقائق القليلة التي تعطل فيها المرور وهي تعبر الشارع
وهي عَطلة تتراكم فيها العربات على الجانبين .. كل عربة تنفخ في غيرها في غيرها في قلق
لتؤكد مرة اخرى
أنها تتعجل الوصول الى هدفها وأنها لا تفهم هذا الشيئ الذي اسمه الموت
ما الموت وما حقيقته
ولماذا يسقط دائما من حسابنا دائما حتى حينما نواجهه ؟
هذا ما سأتكلم به في هذا الموضوع بمشيئة الرحمن
وساحاول بقدر ما امكنني ان اجعله شيقا وسهل للقارئ
فحقا لا اتمنى ولا أأمل منكم سوا انكم تستفيدوا من هذا الموضوع
ولنبدأ
لأن الموت في حقيقته حياة .
ولأنه لا يحتوي على مفاجئات ..
ولأن الموت يحدث في داخلنا كل لحظة وحتى ونحن أحياء ..
كل نقطة لعاب .. كل دمعه .. كل قطرة عرق ... فيها خلايا ميتة نشيعها الى الخارج دون إحتفال ..
وايضا في الدم كل ساعة 60 ميلون خلية تموت ويُحيا محلها غيرها
حتى الافكار تولد و تورق و تزدهر في رؤسنا ثم تذبل و تسقط .
حتى العواطف . . تشتعل و تتوهج في قلوبنا ثم تبرد
حتى الشخصية كلها تحطم شرنقتها مرة بعد اخرى وتتحول من شكل الى اخر
وهذا كله يحدث والانسان على قيد الحياة
وهذا هو الموت الاصغر { الموت الخلوي }
إننا معنوياً نموت وادبياً نموت ومادياً نموت في كل لحظة .
واصدق من هذا ان نقول :
اننا نعيش ماديا .. نعيش ادبياً .. ونعيش معنوايا ...
لانه لا فرق يذكر بين الموت والحياة .. لان الحياة هي عملية الموت .
الـــمـــوت
إن اوراق الشجر تتساقط ولكن الشجرة تظل مائلة للعيان دائمة الخضرة دائمة الازدهار .. تظل هكذا
حتى تهب عاصفة تخلعها من جذورها وتلقي بها على قارعه الطريق
وحينئذ فقط يبدو منظرها قاتماً يبعث على التشاؤم وتبدو فروعها عارية وجذورها نخرة واوراقها مصفرة
لقد انتهت .. لم تعد شجرة .. أصبحت شيئا اخر .. أصبحت خشبا .
وهذا ما يحدث . حينما نشاهد الانسان وهو يسقط جثة هامدة .
إنه يبدو شيئا آخر ويبدو الحادث الذي حدث فجأة .. حدثاً غريبا بلا مقدمات ..
لقد انتهى الإنسان كله فجأة ..
ويبدأ العقل في التساؤل
هل أنتهي انا ايضا كلي فجأة كما انتهى ذالك الانسان وكيف ولا شيئ في احساسي يدل على هذه النهاية ابداً .
كيف يحدث هذا .. وأنا جياش بالرغبة .. ممتلئ بالإرادة .. بل أنا الإمتلاء نفسه .
كيف يتحول الامتلاء الى فراغ وفجوة
أنا ... أنا ..!! الذي احتوى الدنيا كيف أنتهي هكذا وأصبح شيئاً تحتوي عليه الدنيا .
أنـــــا ؟
إن كلمة أنا .. كلمة كهربائية . إنها كالضوء أرى بها كل شيئ ولا يستطيع شيئ أن يراها
إنها أكبر من أي كلمة أخرى ومن أي حقيقة .. لأن بها تكون الحقائق
إنها فوق كل شيئ وفوقي أنا ايضا لانها تراني وتشعر بي ..
إنها مصدر الاشعاع كله وحيث يتمثل لي هذا المنظر المفجع الذي يلقى فيه الانسان مصرعه
فهي فوق هذا المنظر أيضا لأنها تراه وفوق الطبيعة وفوق قوانينها وفوق ظواهرها .
أنــــا الـــمـــوت ..!
من أنا ؟؟
ملايين المناظر للموت تعبر خاطري ... فكيف أموت أنا ايضاً ؟؟
إن التساؤل ما يلبث أن يتحول على تمزق فظيع يحطم فيه المنطق نفسه بنفسه ويصطدم بإستحالات لا يحل لها
وهكذا تبدأ المشكلة الأزلية ..
لغز الموت ..!
إن مصدر اللغز هو هذا الموقف الذي ينتقل فيه العقل من رؤية مباشرة للموت الى استنتاج مباشر عن موته هو ايضا
{وهو أبو الاشياء ونظامها وتفسيرها ونورها }
وكلنا يعود فيقول :
لا
ان الذين يموتون هم الاخرون .
ان التاريخ كله لا يروي قصه واحدة عن موت الـ { أنا }
إن الموضوعات تتغير و تتبدل و تولد و تذبل و تموت و الأخرون يموتون
أنا أنا .. هذه الـ { أنا } لا توجد سابقة واحدة عن موتها
أنا من مادة أخرى غير هذه الموضوعات ..
أنا فوق متناول الجميع .. فوق متناولي انا ايضا و فوق متناول القوانين والظواهر
هناك حلقة مفقودة ..
وهي تفتح باباً تدخل منه الفلسفة و يتسلل منه الفكر ولكنه باب ضيق وضيق جدا يؤدي الى سراديب أغلبها مغلقة
ورحلة الفكر في هذه السراديب مخيفة و مزعجة
ولكنها تثير الاهتمام !!
واي شيئ يبعث الاهتمام أكثر من الحياة .. والمصير .. ومن أين .. والى اين .. وكيف .
*******
الحب قصة جميلة الموت مؤلفها
الحياة حرارة .. واحتراق .. الموت نسيجها .. والهلاك صميمها
أجسادنا تتساقط وهي تمشي في كل لحظة هناك شيئ يتساقط منها ..
وكلما زادت حياتنا كلما تأكلت في نفس الوقت
العدم كامن في الوجود .. كامن في اجسادنا .. كامن في احساساتنا ومشاعرنا
لكن هناك فجوة نطل عليها من داخلنا ولكننا لا نراها بعيننا الواعية ولا نتذكرها الا حينما يقال لنا .. { فلان مات }
مات ..؟ مات ازاي ده كان لسة سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيئ عجيب
ونمصمص شفاهنا ثم ننسى كل شيئ ونعود الى حياتنا الألية
ولكن عيننا الداخلية تظل مطلعة على هذه الفجوة وباطننا يظل مرتجف بهذا القلق المبهم
الموت لكل منا ازمة وسؤال يبعث على الدهشة والقلق والذعر ولكنه بالنسبة للكون شيئ اخر
الموت والحياة وجهان لعملة واحدة وهما يخلقات الواقع
الموت يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطا ليثبت على اللوحة خطاً افضل منه
حاول ان تتخيل الدنيا بلا موت .. الدنيا من ايام ادم ..
والمخلوقات وهي تتراكم فيها ولا تموت
الناس .. الذباب .. الضفادع .. الحشائش .. الديدان
وهي تتراكم ويصعد بعضها على اكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس
ان الكائن الحي يحب نفسه فقط .. ويحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها ويكره الموت ..
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه الى عدة لقطات واقعية .. كل منها له عمر محدود
والموت يخلق واقع الاشياء الجامدة ايضا كما يخلق واقع المخلوقات الحية
الاشياء الجامدة لها نهاية والعين تدركها لان لها نهاية وكل شيئ له نهاية
ان التناهي هو الذي يوجدها
والتناهي هو الموت
نحن نعيش في مأساتنا الشخصية ونرى الموت كفجوة تغفر فاها تحت اقدامنا فنتشبث باي شيئ نجده حولنا
ان الحب كله قصة جميلة مؤلفها الموت نفسه ..
وليس الحب فقط بل كل العواطف و النزوات و المخاوف و الامال و شطحات الخيال و الفكر و الفن و الاخلاق
كل هذه القيم العظيمة تدين للموت بوجودها
اعطني اي مثال اخلاقي .. وانا اكشف لك عن الموت في مضمونه
الشجاعه قيمتها في انها تتحدى الموت
والاصرار قيمته في انه يواجه الموت
وهكذا كل مثل اخلاقي
قوته في انه يواجه مقاومة وهو ينهار
وينهار مضمونه حينما لا تكون هناك مقاومة في مواجهته
الفنان و الفيلسوف و رجل الدين
ثلاثة يقفون على بوابة الموت
الفيلسوف يحاول ان يجد تفسير
ورجل الدين يحاول ان يجد سبيلا للإطمئنان
والفنان يحاول ان يجد سبيلا الى الخلود .. يحاول ان يترك مولدا غير شرعي على الباب يُخلد اسمه ..
كلنا يخلقنا الموت .. الموت المدهش
لو لم نكن نموت لما شعرنا بالحب .. فما الحب الا هيستريا التشبث و التعلق بالحياة و محاولة تهريبها كالمخدرات في بطون الامهات .
وما الداعي الى اخلاق مجتمع من الخالدين ..
ان الاخلاق هي الخرسانة والمسلح الذي ندعم به بيوتنا المنهارة
ان كل ماهو جميل وخير وحسن في مجتمعنا خارج من هذه الفجوة { الموت }
وكل ما هو جميل في انسانيتنا خارج من هذه الفجوة ايضا .
ان حياتنا غير منفصلة عن موتنا فكل منها مشروط بالاخر
والاصدق ان نقول انه لا توجد حالتان.. حياة وموت .. ولكن حالة واحدة وهي
{ الصيرورة }
حالة متناقضة في داخلها ومحتوية على الاثنين معها : الحياة و الموت ..
حالة متحركة نابضة صائرة من حياة الى موت ومن موت الى حياة وفي كل لحظة منها تحمل الجرثومتين
جرثومة نموها و جرثومة فنائها في نفس الوقت .
وهما جرثومتان لا هدنة بينهما ولا تعادل وانما صراع وتوتر وتمزق كما لو التقى قطبي الكهرباء السالب والموجب سوياً
هو الصراع يبدو فيه العنصر الموجب اقوى من السالب وتبدو الحياة غلابة صاعدة منتصرة ..
كل هذا كلام جميل ولكنه لا يجعل من الموت جميلا في عيوننا .
انه يفشل حتى في الاعتذار لنا عن عزرائيل { ملك الموت } وافعاله .. حتى لو كانت في صالح الكون
فمالنا والكون . نحن كون في ذاتنا . وعزرائيل ينتهك اطهر حرماتنا . نفوسنا .. انا .. وانت .
ان اجمل اللحظات في حياتي هي التي اقول فيها :
انا فعلت .. انا قدمت .. انا انجزت .. انا اخترعت .. انا ... انا
لا يوجد شيئ في وجودي او وجودك اغلى من هذه الكلمة الصغيرة فكيف يمكن ان اتصور ان أموت
إني استطيع إحداث الموت .. أستطيع ان اقتل وأن انتحر
كيف يكون الموت احد اختراعاتي ؟؟ واكون انا احد ضحياه في نفس الوقت
اذا اللغز الحقيقي اهو بالموت ام هو هذه الكلمة الصغيرة أنا ..؟!
أنــــا
{من الخارج لي حدود وسقف ينتهي عنده جسدي ولكني من الداخل بلا سقف ولا قاع ..}
انا كلمة ظريفة لا يوجد اظرف منها في الدنيا .. إنها اغنية
انها تدخل في اي جملة فتجعلها جملة مفيدة ومهمة وتدخل في اي موضوع فتجعله موضوع الساعة ..
لانه اصبح موضوعي أنا. ومالي أنا. وحبيبي أنا. وروحي انا . وقلبي أنا ؟
ولكن أنا..؟ من أنا ؟؟
هل حاول أحدكم أن يسأل نفسه هذا السؤال
من أنا ؟
أنا فلان ابن فلان من القبيله الفلانية .... يعني ايه ؟؟ ..
مجرد الفاظ ورموز و إشارات تدل على حقيقتي وما هي حقيقتي ؟
هنا يبدأ اللغز
ما هي حقيقتي ؟؟
إني احاول ان امسك بوجودي واكتشفه وافحصه كما أفحص هذه الجريدة
فاجد أنه لا وجود بلا قاع
وجود مفتوح من الداخل على إمكنيات لا نهاية لها
فانا لي سقف ينتهي جسدي عنده فطولي 170سم ولكني من الداخل بلا سقف ولا قعر
وإنما من اعماق تؤدي الى اعماق وفي تغير دائم وتبدل دائما ..
بعضها يطفو على السطح فيكون شخصيتي وبعضها ينتظر دوره في الظلام
وانا في الخارج اتبدل ايضاً ..
الواقع يكشط هذه القشرة التي تطفو خارجي فتطفو قشرة اخرى من عقلي الباطن محلها .
وكلما امسكت بحالة من حالاتي وقلت هذا انا ..
ما تلبثت هذه الحالة ان أفلتت من أصابعي وتحل محلها حالة اخرى هي { انا } ايضا
شيئ محير ..!!
وانظر حولي في هذا العالم .. فاجد أني أعوم في هذا العالم كما تعوم البطة في الماء ..
تجدف بريشها ولا تبتل وانما ينزلق الماء من عليها الماء وكأنه من عنصر اخر غريب عنها ..
أنا متصل بالعالم منفصل عنه في نفس الوقت
إنه يدخل في تكويني بحكم المسكن والمأكل والمشرب والإتصال بالأخري
ولكنه غير ملتصق بي .
إني احتضن العالم باختياري وأخلع عليه إهتمامي وشخصيتي واتبناه وأظل مصاحبا له طالما هو .. أنا ..
فاذا انتهت هذه العلاقة الأنانية عُدت الى نفسي
ولكني لا أنجو من هذا الابتذال والتردي في وسط الناس ..
العالم يبتذلي احيانا فأذوب فيه بعض الوقت .. أفعل ما يطلبه مني رئيس تحرير المجلة التي أعمل بها و أؤدي ما يطلبه مني مدير المستشفى التي اعمل بها طبيباً ..
واخضع لروتين العادة والعرف والمجاملات وأضيع نفسي في الثرثرة واختبئ وراء المشاكل اليومية واتستر خلف الناس واقول { وانا مالي } الدنيا كلها بتعمل كدة
وفي هذه الحالات تضيع نفسي تضيع مني .. أنا ..
واصبح موضوعا من الموضوعات مثل الكرسي والشجرة والكتاب ..
وافتقد الشيئ البكر الذي يميزني عن كل شيئ ويجعل مني نسيجا وحده يجعل مني .. انا .. فلان الفلاني
حريتي تعذبني .. لأني حينما اختار .. أتقيد باختياري ..
وتتحول حريتي الى عبودية ومسؤلية ..
وهي مسؤلية لا ينفع فيها إعفاء لأنها مسؤلية امام النفس
وحبي يعذبني لاني أُريد أن أمتلك محبوبتي و اُذيبها في داخلي و أشرب شخصيتها و روحها وجسدها ..
أُريد ان احولها الى .. أنا.. وهذا مستحيل لانها هي الاخرى .. أنا.. ذات حرة مثلي ..
إن كل ما نستطيع فعله هو أن نتعانق وتتلامس شفاهنا وتتلامس حقائقنا واسرارنا في لحظات مضيئة ثم نمضي الى حالنا كل واحد مغلق على سره
إن كل ما نملكه هو أن نفتح نوافذنا على الخارج ولكننا لا نستطيع ان ننقل عفشنا ونسكن بيتا جديدا
إن روحنا سر .. وذواتنا قدس الاقداس ..
إن الله يضع كل جنده على باب ذاتنا كما يقول طاغور ..
ولا يسمح لاحد منا بالدخول فيها لانها حرم ..
حرمها الله على الكل .. وخلقها كطائر الغرد
ماذا هناك .. ماذا وراء الباب ؟
ماذا بداخلي ؟
إرادة ؟!
إرادة لا نهائية لا حد لها إلا نفسها ..
إرادة حرة خالقة مبدعة .. تنبثق في بداءة وفطرة
أحسها ولا أعرفها أكابدها ولا أفهمها ..
لأنها تفر مني كلما حاولت فهمها كما يفر النوم من عيني
كلما حاولت ان اتعمق واحللها { الذات } ..
ربما كان السبب انها اصيلة ..
اكثر اصالة من العقل والتفكير ولا يمكن ان تكون موضوعا للعقل والتفكير بل العكس هو المقبول
أن يكون العقل موضوعها وخادمها وسبيلها الى بلوغ اهدافها ..
أنا اريد .. والعقل يبرر لي ما أريد . وليس العكس ابداً
إن كل شيئ خاضع للإرادة .. ثانوي بالنسبة لها ..
في لحظات ابداعي وخلقي ..
في اللحظات التي احس فيها اني اخلق نفسي واخلق الافكار والقيم واكتشف العالم واصنع المعقولات احس اني ادفع العالم كله امامي ..ادفعه كالعربة
لا شيئ في الدنيا اكبر من الارادة
الظروف المالية .. البيئة والوراثة .. لا تلغي الارادة ولا تمحو الحرية ابدا ..
ولكنها تؤثر فيها
تؤثر في الكيفية التي تعلن بها عن نفسها ..
انا حر و إرادتي حقيقية .. تماما كما ان الظروف موجودة و حقيقية
ولكن ما الإرادة ؟..
لا توجد كلمة تصفها او تشرحها ..
لأنها أكبر من كل الكلمات ولأنها تحتوي على كل الكلمات وتتجاوزها ..
فكل وصف يبدو حيالها ناقصا
إنها كالشوق لا يوصف وإنما يكابد ..
انها تنطبق عليها مقولة : أظهر من كل ظاهر وأخفى من كل خفي ..
إن أحسن طريق لمعرفتها هي أن تباشرها ..
فهي المفتاح السحري الذي نفتح به الكون كله
ولكن هناك أسئلة تتوارد على خااطرنا ..
هل الارادة موجودة في الزمان ؟
هل هي تنبض مثل القلب ؟
هل تنمو مثل الجسد ؟
هل تتعاقب مثل اللحظات ؟ وتنقضي مثل الحالات النفسية ؟
هل تسري مثل الضوء والكهرباء وتنتقل كما تنتقل الحرارة ..؟
وهي اسئلة تفتح على مشكلة اخرى وهي { الزمان }
ماهو الزمان
هل هو حركة عقرب الثواني والدقائق والساعات ؟..
هل هو الارقام العامة التي تنشرها مصلحة الارصاد عن توقيت الايام والليالي وساعات الظهر والمغرب والعشاء ؟
ام هو زمن آخر خاص يعيشه كل واحد منا في نفسه ويضبط عليه وجوده ؟
اننا بهذه الاسئلة نبلغ المنطقة التي يكثر فيها الضباب وتصعب الرؤية
إنها تحملنا إلى تحت ...
إنها تنزل بنا من الاوراق الى الجذر .. الى ما تحت الخشب واللحاء ..
إننا ننفض ايدينا ونكف عن قياس قوة العضلات لنبحث في الارادة ذاتها
لأننا في غرفة الموتور حيث انبوبة الاحتراق التي تبعث كل الطاقة ..
وهنا تتصادم الافكار والنظريات والمذاهب في الظلام ..
الزمن
إن دقات ساعة الحائط تقدم لك زمناً مزيفاً .
ابحث عن زمنك الحقيقي في دقات قلبك و نبض إحساسك
كل شيئ في الدنيا يجري ويلهث ..
الشمس تشرق وتغرب ..
والنجوم تدور في افلاكها ..
والارض تدور حول نفسها ..
والرياح تهب من الجهات الاربع ..
والسيول تنهمر من أعلى الجبال ..
والينابيع تتفجر من باطن الأرض ..
و النبات و الحيوان و الإنسان
يعيشون كلها في حركة دائبة ..
وذرات الجماد تهروب في مدراتها
وظواهر الطبيعة كلها عبارة عن حركة .. الكهرباء حركة .. والصوت حركة .. والضوء حركة .. والحرارة حركة . .
ولكن ما الزمن .؟
هل هو دقات الساعه ام ذالك التقويم الفلكي بالفصول والايام ..؟
إننا ما زلنا نذكر كلمات المراقب ونحن نؤدي الاإختبار في آخر كل سنة ..
باقي على الزمن نصف ساعة ..
كنا نذكر الرجفة التي كنا نحسها ونحن ننظر الى ورقة الاجابة والى الساعة في يد المراقب والى شفتيه وهما تنطقان
باقي على الزمن نصف ساعة ..
كانه ينطق حكماً بالإعدام .. أو حكما بالإفراج .
كأن النصف ساعه عند بعضنا قصيرة جداً . أقصر من نصف دقيقة . لأن ورقة الإجابة ما زالت بيضاء امامه ولأنه ما زال يبحث ويهرش في رأسه .
وكان عند بعضنا الاخر طويلاً . مملاً . أطول من نصف اليوم .. لأنه قد إنتهى من الإجابة .
كانت الساعه في يد المراقب تشير الى زمن واحد ..
ولكن كل منا له زمن خاص به ..
كأن المعيار هو الدقائق عند كل منا يختلف عن الآخر
وهذا هو مفتاح اللغز .. ---
إن الزمن ليس شيئا منعزلا عنا مثل الشجرة والمحبرة والكتاب ..انه شيئ يلابسنا
لكل منا زمن خاص به .
عواطفنا واهتماماتنا هي الساعة الحقيقة التي تضبط الزمن وتطيله او تقصره .
أفراحنا تجعل ساعاتنا لحظات .
وآلامنا تجعل لحظاتنا طويلة مريرة ثقيلة مثل السنين وأطول .
إحساسنا بالسرعه والبطء ليس مصدره ساعة الحائظ ولكن مصدره الحقيقي الشعور في داخلنا ..
إن ساعة الحائط تقدم لنا زمناً مزيفاً .. ومثلها التقويم الفلكي الذي يقسم حياتنا الى ايام وشهور وفصور وسنين
والتاريخ الذي يقسم أعمارنا الى ماضي وحاضر ومستقبل .
لأن حياتنا غير قابلة للقسمة ..
ولأن الزمن في داخلنا غير قابل للقسمة أيضا .
إن حياتنا لحظة طويلة مستمرة يصاحبها إحساس مستمر بالحضور ونحن نتعرف على الماضي من خلال الحاضر ..
فحينما نعيش في إحساس بالتذكر نسميه ماضيا
وحينما نعيش في إحساس بالتوقع نسميه مستقبلا
ولكن كل هذه الإحساسات هي حاضر .
والفواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل وهمية
لان اللحظات الثلاث تتداخل بعضها في بعض كما يتداخل الليل والنهار عن الافق ..
والذي يقوم بتعيين اللحظة في الشعور هو الانتباه .
الانتباه هو الذي يضع خطا بين مشاعرنا وإحساساتنا فيخيل لنا أننا وقفنا لحظة والحقيقة أنه لا وقوف أبدا
انما نحن نعيش في حالة تدفق داخلي مستمر ابدا ودائما .
الساعة واحدة .. الساعة اثنين .. الساعة ثلاثة ..
مجرد حركة من العقرب وانتقال بعض سنتيمترات على المينا
انه ليس زمنا ولكنه اوضاع مختلفة في المكان
اما الزمن الحقيقي فهو
في داخلنا وهو اضطراب دائم لا تتساوي فيه فحظة باخرى .. لحظة صغيرة .. ولحظة كبيرة .. ولحظة تافهه
وهو غير قابل للتكرار .. لان كل لحظة تحتوي على الماضي كله ومعه علاوة عن الحاضر ..
فلا تعود.الحياة قابلة لاي تكرار وانما هي الرؤية
| |
|